اصطحاب الأطفال إلى المسجد
سؤال
يذهب الأطفال إلى المسجد ويحدثون ضوضاء عالية، وهل يجوز لهم الوقوف في الصف الأول كل أب بجوار ابنه؟
يجيب عن السؤال فضيلة الشيخ/ سعد فضل من علماء الأزهر الشريف:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد.
إن للمسجد مكانة عظيمة في الإسلام، ففي الحديث القدسي: "إن بيوتي في الأرض المساجد، وإن زواري فيها عمارها، فطوبى لعبد تطهر في بيته وزارني في بيتي، وحق على المزور أن يكرم زائره".
كما قال عليه الصلاة والسلام في حديث الأعرابي الذي بال بالمسجد: "إن المساجد لم تبن لهذا، وإنما بنيت للذكر والصلاة وقراءة القرآن" (البخاري).
ومعنى هذا أن المسلم حين يتجه إلى المسجد، فهو على موعد لقاء مع ربه عز وجل فليستحضر هذا المعنى، ويترك مشاغل الحياة خارج المسجد حتى يصفو هذا اللقاء، ويتحقق له ما يريد من حضوره إلى المسجد؛ لذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البيع، أو الشراء في المسجد، فقد جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا له: لا أربح الله تجارتك" (النسائي والترمذي وحسنه)، كما نهى عليه الصلاة والسلام عن إنشاد الضالة في المسجد أيضًا؛ حيث قال: "من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا" (مسلم).
وكذلك لا ينبغي للرجال اصطحاب الأطفال غير المميزين إلى المساجد إلا لضرورة؛ لأنهم لا يعقلون قدسية المسجد، كما أنهم لا ينتبهون إذا نهوا عن العبث.
أما الصبيان المميزون فالأفضل اصطحابهم إلى المساجد؛ حتى يتعودوا على المجيء إليها في المستقبل، وفي الحديث الشريف: "مروا أبناءكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع" (أحمد والطبراني في الأوسط، والحاكم في المستدرك)، على أن يكون مكانهم بالصفوف الأخيرة خلف الرجال.
نسأل الله تعالى لأولادنا الهداية والطاعة، وأن يجنبهم رفقة السوء.